Anti-Military-RuleFreedom & Democracy
أخر الأخبار

المنفى الإعلامي المصري من قضية ابن القرضاوي إلى خاشقجي راهن الخوف من العودة

في مواجهة قمع السيسي الواسع، أصبح المنفى ملاذًا أوليًا للصحفيين المصريين المعارضين. لكن الحدثين التاليين كشفا أن المنفى ليس بيئة آمنة:

1. قضية عبد الرحمن القرضاوي: تطور قمعي ضمن تحالف إقليمي

  • عبد الرحمن القرضاوي، الشاعر الصحفي المقيم في تركيا وابن يوسف القرضاوي، اعتُقل في لبنان نهاية ديسمبر 2024 إثر جولة إلى سوريا، ثم قرار السلطات اللبنانية بترحيله إلى الإمارات بناءً على مذكرة مصرية apnews.com.

  • أُدين في مصر بالسجن خمس سنوات غيابيًّا بتهم “نشر أخبار كاذبة” و”التحريض” .

  • تحدّد المخاطر في حال ترحيله: خطة اعتقال صارمة، تعذيب محتمل، اختفاء قسري بسبب تنسيق أمني مصري–إماراتي، وهو ما حذّرت منه منظمة “أمنستي” استنادًا لقانون عدم الإعادة القسرية .

  • هذه الواقعة تكشف عن تحالف قمعي دولي يشمل دولًا عربية، ما يجعل المنفى غير آمن حتى للدول التي يُفترض أنها توفر حماية.


2. قضية جمال خاشقجي: درس عالمي في قوة التهديد خارج الحدود

  • الصحفي السعودي جمال خاشقجي قُتل داخل قنصلية بلاده بإسطنبول (2 أكتوبر 2018)، في جريمة صدمت العالم وأظهرت أن القمع لا حدود له .

  • استخدمت هذه الجريمة كدرس تحذيري: “إذا قُدرت الدولة على اغتيال شخص داخل قنصلية، فكثير من الموجودين بالخارج قد يكونون عرضة لهجوم مباشر.”

  • خاصة لمن يقاوم النظام ويكشفه، فإن الاعتماد على “الأرض الآمنة” بدأ يتلاشى أمام تهديدات تمتد حتى إلى أمكنة ذات سيادة رغم إجراءات الحماية.


3. الصحفيون المصريون في المنفى: بين خوف العودة وضغط العائلة

 القيود الصارمة على السفر والوثائق

  • مصر ترفض تجديد أو إصدار جوازات وسندات رسم لأكثر من 26 صحفيًا/ناشطًا في تركيا، ألمانيا، قطر، ماليزيا وغيرها apnews.com.

  • هذا الإجراء يعطل حرية الحركة، يمنعهم من حضور مؤتمرات، أو العودة لمنزلهم أو إعادة التنظيم الصحفي بحرية.

 التضييق على العائلة – ورقة الابتزاز الأساسي

  • أجهزة الأمن تلاحق أقرباء الصحفي بالخارج: اعتقالات، حجز جوازات، اقتحام البيوت، وأساليب تخويف متعددة .

  • مثال حي: والد الصحفي أحمد جمال زياده (مقيم في بلجيكا) اعتُقل في القاهرة بعد إطلاق موقعه الإعلامي “زاوية ثالثة”، واستُجوب 24 ساعة .

  • خطط توسيع هذا النمط أدّى إلى حالة ضغط نفسي مستمرة: “إذا لم تتوقف، فقريبك سيدفع الثمن”.

 تقنيات القمع التقني

  • تظهر الحرب الإلكترونية: برامج برمجية متطورة مثل Pegasus لمراقبة الصحفيين، حتى خارج البلاد .

  • يشمل ذلك اختراق الهواتف، مراقبة التحركات، وأساليب رقابية متقدمة بشهادة حقوقيين.


4. الرسالة الباردة: “لا رجوع إلى الوطن”

مجمل ما سبق يوصل رسالة واحدة:

«إن عُدت، ستكون عرضة للسجن أو الاختفاء؛ وإن استمريت في النقد، فسنطال أهلَك حتى يُجبروك على الصمت.»


5. مصير بديل: حساب المنفى بين الألم والمقاومة

  • رغم الخطر، صحافيون مصريون في تركيا، أوروبا، والولايات المتحدة:

    • معتز مطر، محمد ناصر، عبد الله الشريف يستمرون في النقد بالكلمة والصوت.

    • يلجؤون إلى تقنيات تشفير اتصالهم، وأجهزة آمنة لحماية هوياتهم وآخرين .

  • المنفى أصبح، رغم القيود، منصة للتواصل والفضح، لكنه يفرض “السجن الرقمي” المستمر، فلا هو حر ولا هو مطمئن لعودة آمنة.


 الخاتمة: المنفى الخليط بين المرفأ والخطر

  • قضيتا القرضاوي وخاشقجي كشفتا أن المنفى ليس ملاذًا مطلقًا؛ بل ميدان صراع يمتد إليه قمع الدولة.

  • الصحفيون المصريون في الخارج يعيشون بين خوف العودة من جهة، وقلق دائم على أسرهم في الداخل من جهة أخرى.

  • لا صوت حر بلا ثمن، ومع ذلك، هم يواصلون رفع راية الحقيقة رغم الظلال الداكنة من القمع.

Ahmed Magdy

I am an Egyptian software engineer with a passion for history, psychology, and politics. I love my country and believe in freedom, aspiring to see Egypt great and prosperous. I aim to combine my technical expertise with my aspirations for societal progress and achieving freedom and prosperity for my nation.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى