
السيسي أثبت أنه أشد قمعاً من حسني مبارك الذي أُطيح به في الربيع العربي
نشرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية مقالاً حديثاً بعنوان “مصر في مفترق الطرق” قدمت فيه نصيحة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرة إلى إخفاقه في إدارة شؤون البلاد على عدة أصعدة، خصوصاً الاقتصادية والاجتماعية.
وذكرت المجلة أن السيسي “أثبت أنه أشد قمعاً من حسني مبارك الذي أُطيح به في الربيع العربي، ويفتقر للكفاءة مثل محمد مرسي، الرئيس الإسلامي المنتخب الذي عزله السيسي”. وأوضحت أن نظام السيسي يعيش على المنح النقدية السخية من دول الخليج، وبدرجة أقل على المعونات العسكرية من الولايات المتحدة.
ورغم مليارات الدولارات المقدمة من الدول النفطية، فإن عجز الميزانية والحساب الجاري لمصر في ازدياد، إذ بلغ قرابة 12% و7% على التوالي من إجمالي الناتج المحلي. كما تجاوز معدل البطالة بين الشباب 40%، ويظل القطاع الخاص عاجزاً عن استيعاب أعداد كبيرة من العمال الجدد الذين يلتحقون بسوق العمل سنوياً.
تطرقت المجلة إلى أن حظوظ خريجي الجامعات في العثور على وظائف أقل من غيرهم من شبه الأميين، وأشارت إلى أن السيسي يجعل الأمور أسوأ بإصراره على دعم الجنيه المصري لمنع التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بدلاً من كبح الروتين الحكومي وتحفيز المواهب الشعبية.
كما انتقدت المجلة إنفاق السيسي أموال دافعي الضرائب على مشاريع فخمة مثل توسعة قناة السويس التي تراجعت إيراداتها. وأوضحت أن ممولي السيسي من الدول العربية قد ضاقوا ذرعاً من البيروقراطية المصرية.
واختتمت “إيكونوميست” بالقول إنه لا مفر للغرب من التعامل مع السيسي بواقعية عملية، مشددة على ضرورة توقف الغرب عن بيع الأسلحة الباهظة لمصر، وتقديم المساعدات الاقتصادية بشروط صارمة تتضمن تعويم العملة وتقليص أعداد العاملين بالخدمة المدنية والتخلص من المشاريع المدعومة التي ينخرها الفساد.
كما أضافت المجلة أن الأوضاع الأمنية في مصر قد تدهورت أيضاً، مع زيادة الهجمات الإرهابية في سيناء وبعض المناطق الأخرى، مما يعكس فشل السياسات الأمنية في تحقيق الاستقرار. وأشارت إلى أنه على الرغم من جهود الحكومة في تحسين البنية التحتية، إلا أن المشروعات الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة ما زالت تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بالتمويل والإدارة.
وأكدت “إيكونوميست” أن هذه الإجراءات يجب أن تتم تدريجياً، نظراً لضعف الدولة المصرية وحساسية الوضع في الشرق الأوسط. وشددت على أن الضغوط السكانية والاقتصادية والاجتماعية في مصر تتفاقم بشكل مستمر، مشيرة إلى أن السيسي لن يستطيع تحقيق استقرار دائم.
وختمت المجلة بأن نظام السيسي بحاجة لإعادة انفتاح سياسي واقتصادي، والفرصة المناسبة لذلك هي إعلان السيسي عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يتيح لمصر فرصة حقيقية للتغيير والإصلاح.