Uncategorized

عسكر مصر: تاريخ من المذابح ضد الشعب المصري

مقدمة: العسكر ودماء الوطن

منذ اللحظة التي قرر فيها الجيش المصري التمدد في الحياة السياسية، تحول إلى فاعل دموي في التاريخ الوطني، لا تقتصر مهمته على حماية الحدود، بل امتدت أياديه لقمع الداخل وارتكاب المجازر بحق أبناء الوطن ذاته.
يُخطئ من يعتقد أن مجازر العسكر بدأت بانقلاب 3 يوليو 2013، فالحقيقة أن تاريخهم مع سفك الدماء والبطش طويل، ويمتد منذ حكم جمال عبد الناصر وحتى اليوم.


كرداسة 1965: عندما حوّل الأمن بلدة إلى ساحة انتقام جماعي

في 21 سبتمبر 1965، تعرضت قرية كرداسة لحرب جماعية شنّتها قوات الأمن التابعة لنظام عبد الناصر، بعد فشلها في اعتقال المعارض “سيد نزيلي”.
ما حدث بعد ذلك كان نموذجًا لقمع عشوائي:

  • تم اقتحام القرية بقوة مشتركة من الجيش والداخلية.
  • جُمِع الرجال والنساء في مدرسة الوحدة، حيث تعرضوا لتعذيب وإهانة جماعية بلا تهمة واضحة.
  • المشهد ترك ندبة في ذاكرة القرية لا تمحى.

كمشيش 1966: مأساة مغلّفة بخطاب مواجهة الإقطاع

في مايو 1966، شهدت قرية كمشيش بمحافظة المنوفية واحدة من أكثر الاعتداءات الأمنية وحشية، بعد مقتل صلاح حسين، أحد أعضاء الاتحاد الاشتراكي.
اتهم النظام عائلة “الفقي” — وهم من كبار ملاك الأرض — فتمت مصادرة ممتلكاتهم، وتهجيرهم قسرًا، مع إذلال ممنهج لأفراد العائلة.
كما أُرسلت المباحث العسكرية لاقتحام القرية وتعذيب من تبقى من الأهالي، في استعراض فظّ للقوة تحت غطاء “العدالة الاجتماعية”.


مجازر ما بعد الثورة: من ميادين الأمل إلى ساحات الدم

بعد ثورة 25 يناير 2011، عوّل كثيرون على أن الجيش سيقف مع إرادة الشعب. لكن سرعان ما ظهر الوجه الحقيقي للعسكر مع تصاعد الحراك الثوري، وبدأت المذابح تتوالى:

أبرزها:

  1. محمد محمود (نوفمبر 2011): قُتل العشرات وأُصيب المئات، معظمهم بطلقات في الرأس والعين.
  2. ماسبيرو (أكتوبر 2011): تم دهس المتظاهرين الأقباط بالمجنزرات أمام مبنى التلفزيون، وسقط 28 شهيدًا.
  3. مجلس الوزراء (ديسمبر 2011): مشاهد سحل الفتيات وضرب المتظاهرين أمام البرلمان.
  4. العباسية (2012): قمع وحشي لاعتصام سلمي ضد المجلس العسكري.

مجازر ما بعد الانقلاب العسكري في 2013: جريمة مكتملة الأركان

عقب الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو 2013، دخلت مصر مرحلة جديدة من القمع الدموي، تُوّجت بارتكاب 12 مجزرة خلال ستة أشهر فقط، أبرزها:

1. مجزرة الحرس الجمهوري (8 يوليو 2013)

  • سقط أكثر من 100 شهيد أثناء أدائهم صلاة الفجر.

2. مجزرة رابعة العدوية والنهضة (14 أغسطس 2013)

  • تُعد الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث.
  • تشير التقارير إلى مقتل ما لا يقل عن 1500 – 2600 شخص خلال ساعات.
  • تم حرق الجثث واختفاء عدد كبير من الضحايا قسرًا.

3. أحداث رمسيس ومسجد الفتح (16 أغسطس 2013)

  • أكثر من 100 شهيد خلال حصار المسجد وإطلاق النار على المصلين.

4. عربة ترحيلات أبو زعبل (18 أغسطس 2013)

  • اختناق 37 معتقلًا داخل سيارة مغلقة، بعدما أُطلقت عليهم قنابل الغاز عمدًا.

5. مجزرة 6 أكتوبر (2013)

  • قتل 51 متظاهرًا سلميًا خلال احتفالات رسمية.

6. مجزرة الاستفتاء على الدستور (يناير 2014)

  • سقط 12 شهيدًا في اليوم الأول، وسط قمع شديد للمعارضة.

القمع الممنهج للطلاب والمعارضين

لم يسلم الطلاب من رصاص العسكر، حيث شهدت الجامعات المصرية مداهمات متكررة واشتباكات دامية، خصوصًا في عامي 2013 و2014، قُتل خلالها أكثر من 10 طلاب، وتعرض المئات للاعتقال والتعذيب داخل مقار الأمن الوطني.


خاتمة: عسكر لا يعرفون السياسة إلا بالدبابة

من كمشيش إلى رابعة، ومن كرداسة إلى أبو زعبل، ظلّت الدماء لغة العسكر الوحيدة في التعامل مع المعارضين.
هذه المذابح لم تكن ردود أفعال عشوائية، بل كانت سياسات منظمة تهدف إلى إخضاع الشعب وكسر إرادته.

التاريخ لا ينسى، والعدالة وإن تأخرت، لا تموت.

 

 

Ahmed Magdy

I am an Egyptian software engineer with a passion for history, psychology, and politics. I love my country and believe in freedom, aspiring to see Egypt great and prosperous. I aim to combine my technical expertise with my aspirations for societal progress and achieving freedom and prosperity for my nation.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى